2017/06/12

هل سنشهد انقراض شرائح الاتصال؟

هل سنشهد انقراض شرائح الاتصال؟

شريحة الاتصال

أعلنت شركة مايكروسوفت قبل فترة عن مبادرة جديدة مع شركات أخرى على غرار كوالكوم وإنتل والتي  تطمح من خلالها أن تكون الحواسيب على إتصال دائم بالإنترنت (Always Connected PCs), فهي لا تنوي أن تعتمد الحواسيب على شبكات الواي-فاي فقط بل ترغب في أن تكون قادرة على الاتصال بتقنيات الجيل الثالث و الرابع.

ومن هذا المنطلق, قررت كوالكوم تطوير معالجاتها لتكون قادرة مستقبلا على تشغيل ويندوز 10 دون مشاكل, وبما أن تلك المعالجات مصممة بالأساس للعمل على الأجهزة الذكية فإن دمج شريحة للاتصال بالتقنيات الحديثة المعمول بها كالجيل الثالث و الرابع لن يكون بالأمر الصعب .

ومن هنا, بدأ الحديث عن شريحة الإتصال الإلكترونية eSIM ـ "embedded SIM", أي الشريحة المدمجة داخل الجهاز.
هذا المصطلح ليس جديدا كليا فسامسونج وأبل تستخدمانه منذ فترة تصل إلى سنتين أو ثلاثة تقريبا.


نحتاج في الهواتف الذكية لاستخدام شريحة SIM للاتصال بالشبكة والاتصال بالإنترنت أو إجراء المُكالمات, و لتغيير الشبكة نحتاج لتغيير الشريحة. كما أن الانتقال من بلد لآخر يلزم بشراء شريحة جديدة ,والتي قد لا تكون متوافقة مع الهاتف للاتصال بالإنترنت والتقليل من تكاليف خدمة التجوال Roaming.

وبعيدا عن هذه المشاكل,أصبح مصنعوا الهواتف يحاولون الحصول على مساحة لاجهزتهم وذلك للاستفادة منها في دمج أو تحسين تقنية ما, فشركة أبل مثلا تخلت عن منفذ السمّاعات التقليدي 3.5mm واستفادت من مساحته في تطوير تقنيات أخرى تحسن أداء اجهزتها. وقد قامت شركات عديدة بهذا الأمر على غرار شركة جوجل  التي تخلت عن ميزة الشحن اللاسلكي في هواتف بيكسل.

الآن وبالعودة إلى مفهوم مايكروسوفت ورغبتها في دمج شرائح إتصال , فإنه ليس من المنطقي أن تزود الحواسيب بمكان لإدخال شريحة الاتصال الصغيرة مثل الهواتف الذكية. وبناءً على هذا جاء الحل عبر الشريحة الإلكترونية المدمجة داخل الجهاز.

تلك الشرائح ليس لها شكل شرائح الاتصال التقليدية، بل هي شريحة إلكترونية موجودة على اللوحة الرئيسية للجهاز يتم الكتابة عليها من قبل شركات الاتصال أي أن المستخدم يقوم بتزويد شركة الاتصال  بالرقم التسلسلي أو المُعرف الخاص بالشريحة لتتم برمجتها عن بعد وتأمين اتصالها بالشبكة ببساطة.

هذه التقنية تسمح بتأمين اتصال الأجهزة الصغيرة بالإنترنت طوال الوقت,فالساعات الذكية مثلا لا يوجد فيها مكان لاستخدام شريحة اتصال عادية,لذا فاستخدام شريحة إلكترونية صغيرة لا تتعدى أبعادها 10 ميلي متر أمر منطقي.

ابتكار شريحة من هذا النوع ليس بالأمر الصعب، لكن الأصعب هو أن تكون داعمة لجميع للشبكات, وهنا يأتي دور منظّمة GSM المسؤولة عن وضع المعايير الأساسية للاتصال, والتي تقوم بتنظيم هذا الأمر من خلال طرح معايير قياسية لاتباعها عند إنتاج تلك الشرائح ومعايير قياسية لتقوم شبكات الاتصال بدعمها من أجل توفير اتصال بالشبكات دون الحاجة لاستخدام شريحة SIM التقليدية.


سامسونج في ساعاتها الذكية Gear S2 استخدمت شرائح الاتصال الإلكترونية، وهي أجهزة صعب أن تُخصص فيها مساحة لاستيعاب شريحة اتصال تقليدية، وبالتالي استفادت الشركة من الشرائح الإلكترونية وقضت على المُشكلة بسهولة تامة.

نفس الأمر قامت به شركة أبل في أجهزة  أيباد برو عندما طرحت شريحة إلكترونية تسمح لمستخدمي هذه الأجهزة الاشتراك بالإنترنت حسب الحاجة، أو التجوال بين بعض الشبكات دون تكاليف إضافية,فعند انتهاء الحزمة, يُمكن من خلال الإنترنت الدخول إلى أي مزود خدمة يدعم الشرائح الإلكترونية وكتابة رقم الشريحة أو معرفها الخاص ومن ثم دفع تكاليف باقة جديدة, وبالتالي لن يكون المستخدم أسير شركة محددة.

مع مرور الوقت ستدعم معظم الأجهزة شرائح الاتصال الإلكترونية, وقد يتم التخلي عن الشرائح العادية خصوصًا أن الهدف هو الاستفادة من مساحة الاجهزة قدر المستطاع فبعد سنوات من استخدام شرائح الاتصال العادية تم الانتقال لاستخدام شرائح صغيرة "MINI SIM",ثم مايكرو "MICRO SIM" ، وأخيرا نانو "NANO SIM". ومن يدري قد يظهر معيار جديد في المستقبل, إلا أن استخدام شرائح الاتصال الإلكترونية أكثر منطقية إذا ما نجحت منظّمة GSM وشركات الهواتف الذكية في إيجاد حل يرضي شركات الاتصالات، لأن ترك المستخدم دون قيود سيؤثر على عائداتهم.